الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

حديث ( إنَّ مِن إجلال الله ... )

103737

تاريخ النشر : 20-08-2007

المشاهدات : 114916

السؤال

ما صحة ومعنى الحديث التالي : عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن مِن إجلال الله تعالى إكرامَ ذي الشيبة المسلم ، وحاملِ القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ، وإكرامَ ذي السلطان المُقسط )

الجواب

الحمد لله.


يروي هذا الحديث الصحابي الجليل أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ : إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ )
رواه أبو داود (4843) وحسنه النووي في "رياض الصالحين" (رقم/358) ، والذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/565) ، وابن مفلح في "الآداب الشرعية" (1/434) ، والعراقي في "تخريج الإحياء" (2/245) وابن حجر في "تلخيص الحبير" (2/673) والشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" .
جاء في "عون المعبود بشرح سنن أبي داود" (13/132) :
" ( إِنَّ مِن إجلالِ الله ) أي : تبجيله وتعظيمه .
( إكرام ذي الشيبة المسلم ) أي : تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام ، بتوقيره في المجالس ، والرفق به ، والشفقة عليه ، ونحو ذلك ، كل هذا مِن كمالِ تعظيم الله ، لحرمته عند الله .
( وحاملِ القرآن ) أي : وإكرام حافِظِهِ ، وسماه حاملا له لِما يَحمِل لمشاق كثيرة ، تزيد على الأحمال الثقيلة ، قاله العزيزي . وقال القارى: أي : وإكرام قارئه ، وحافظه ، ومفسره .
( غيرِ الغالي فيه ) أي : في القرآن . والغلو : التشديد ومجاوزة الحد ، يعني : غير المتجاوز الحد في العمل به ، وتتبع ما خفي منه واشتبه عليه من معانية ، وفي حدود قراءته ومخارج حروفه ، قاله العزيزي .
( والجافي عنه ) أي : وغير المتباعد عنه ، المعرض عن تلاوته ، وإحكام قراءته ، وإتقان معانيه ، والعمل بما فيه .
وقيل : الغلو : المبالغة في التجويد ، أو الإسراع في القراءة بحيث يمنعه عن تدبر المعنى .
والجفاء : أن يتركه بعد ما علمه ، لا سيما إذا كان نسيه ، فإنه عُدَّ مِن الكبائر .
قال في النهاية : ومنه الحديث ( اقرؤوا القران ولا تجفوا عنه ) أي : تعاهدوه ولا تبعدوا عن تلاوته بأن تتركوا قراءته ، وتشتغلوا بتفسيره وتأويله .
ولذا قيل : " اشتغل بالعلم بحيث لا يمنعك عن العمل ، واشتغل بالعمل بحيث لا يمنعك عن العلم " .
وحاصله أن كلا من طرفي الإفراط والتفريط مذموم ، والمحمود هو الوسط العدل المطابق لحاله صلى الله عليه و سلم في جميع الأقوال والأفعال . كذا في "المرقاة شرح المشكاة" .
( وإكرام ذي السلطان المُقسط ) بضم الميم . أي : العادل " انتهى مِن "عون المعبود" .
وانظر جواب السؤال رقم (33680) .
والله أعلم .
 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب